الرئيس الموريتاني يصدم البوليساريو ويُنذر باقتراب سحب الاعتراف بـ”جمهورية تندوف”

26 مارس 2021آخر تحديث : الجمعة 26 مارس 2021 - 9:36 مساءً
أشرف كانسي
أخبار دوليةسلايدر
الرئيس الموريتاني يصدم البوليساريو ويُنذر باقتراب سحب الاعتراف بـ”جمهورية تندوف”

وجه الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني، صدمةً جديدةً إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، بعدما رفض استقبال كاملٍ الوفد الذي حلّ بنواكشوط منذ أيامٍ، وقرر الاكتفاء بالبشير مصطفى ولد السيد وحده، في رسالة اعتبرها متابعون للشأن الموريتاني تلميحاً صريحاً على أن موقع الجارة الجنوبية للمغرب، قد تغير في المعادلة، ولم تعد هي الحلقة الأضعف، سيما وأنه تزامن مع المناورات العسكرية التي نفذتها في حدودها الشمالية.

وبالإضافة إلى اكتفاء ولد الغزواني باستقبال البشير ولد السيد، أول أمس الأربعاء، دون بقية الوفد المرافق له، عكس مجموعة من الزيارات السابقة، فإن الرئيس الموريتاني، فاجأ ضيفه، الذي حمل معه رسالة من إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، حين طرح ملفّ الموريتانيين من ضحايا سجن الرشيد القريب من مخيمات تندوف، وفق ما أفادت به مصادر موثوقة.

وموازاةً مع زيارة الوفد الانفصالي، الذي ظلّ في نواكشوط قرابة الأسبوع قبل أن تتم الموافقة على استقبال ولد السيد، من طرف الرئيس الموريتاني، أجرى جيش الأخيرة، مناورة عسكرية، هي الأولى من نوعها التي يقوم بها لوحده، في الحدود الشمالية، ما اعتبر مؤشراً آخر على تغير العديد من الأمور في ميزان القوى.

ديدي ولد السالك، رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية، اعتبر المناورات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الموريتانية، خطوة تؤكد أن الأخيرة، تتجه للتعامل بحسم بغيةَ تأمين حدودها، التي لطالما اخترقتها جبهة البوليساريو في السابق.

وأبرز ولد السالك في تصريحات تلفزيونية، إن هذه المناورات، جاءت بهدف تأمين حدود موريتانيا الشمالية، وبغيةَ جعل الجيش في وضعية استعداد، إلى جانب وجود رغبة من موريتانيا والمغرب، لتأمين الحدود التي تربطهما والتي تصل لمسافة 1564 كيلومتر، وإبقائها مؤمنة ومفتوحة في وجه الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأردف بأن هذه المناورات نفذت أيضا، من أجل توجيه رسالة إلى جبهة البوليساريو، مفادها أن موريتانيا باتت حاسمة لتأمين حدودها، كما أن هناك معلومات تفيد بأن الجبهة، باتت مخترقةً من التنظيمات الجهادية، في ظل وجود العديد من الصحراويين من البوليساريو، ينتمون إلى الإرهابيين في منطقة الصحراء والساحل.

وفي قراءته للتطورات الأخيرة، أوضح الفاضل ابريكة، المدون والناشط الحقوقي الصحراوي، الذي كان قد وجه رسالة إلى شعب ومسؤولي وأحزاب موريتانيا لرفض زيارة البشير ولد السيد إلى نواكشوط، بسبب تورطه في غزو الأخيرة خلال سبعينيات القرن الماضي، وقتله لمئات الأشخاص المنحدرين من الجارة الجنوبية، أن رئيس موريتانيا الحالي سيدخل التاريخ.

وقال ابريكة في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، إن “القاتل الدموي الممقوت صحراويا وموريتانيا وصل منذ أيام إلى نواكشوط عن طريق مطارها الدولي، حاملاً رسالة من زعيم الرابوني إبراهيم غالي”، مضيفاً ، ما يهم هنا “هو تشريح زيارة هذا الجلاد”، الذي قلّ ما تجد صحراوية أو موريتانية إلا وقلبها جريح تندب حظها في فقدان أحد أقربائها بسبب هذا الشخص.

وأوضح ابريكة أن الزيارة أعطت انطلاقة لأمور “وصل لهيبها إلى قيادة الرابوني”، مردفاً أن المناورات العسكرية الموريتانية الكبرى زمور 2، وتدخل القوة العظى ممثلةً باعتراف أمريكا بسيادة المغرب على الصحراء، ونزول فرنسا بكل ثقلها في المشكل المغاربي والمغربي وتعرية قيادة البوليساريو ووهمها، خاصة في الميدان الحقوقي، شكلت أموراً تنبئ بإجراءات مصيرية وحاسمة ستتخذها الحكومة الموريتانية”.

وتوقع الحقوقي نفس بأن هذه الخطوات المصيرية، ستكون سحب نواكشوط، “الاعتراف بجمهورية الرابوني وتقليم أظافر الإجرام بالشمال الموريتاني الذي تعتبر قيادة البوليساريو المنظر الإستراتيجي له”، منبهاً إلى أن عجم استقبال الوفد المبعوث من غالي بشكل رسمي، وانتظاره لأيام بفندق قبل أن يأنتيه مبعوث من الرئاسة الموريتانية، يخبرهم أن ولد الغزواني لن يستقبل إلا البشير وحده.

وأكد ابريكة على أن هذا المؤشر، يعدّ “قرب نهاية المسرحية التي ألفناها، وهي استقبال الرئاسة الموريتانية لمبعوثين من رئاسة قيادة البوليساريو، يظهروها على الشاشة ويستغلوها لتسويقها عبر العالم”، متابعاً: “كما أن الضغط الجزائري المتواصل وتنسيقها مع قيادة البوليساريو ظهر جليا في تناغم هذا اللقاء اليوم مع تصريحات السفير الجزائري في نواكشوط بحر هذا الأسبوع”.

وشدد الحقوقي نفسه، على أنه لا يساوره أدنى شكّ، بناء على المعطيات السابقة، في أن “الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، سيدخل التاريخ من أكبر أبوابه والمغاربي بشكل خاص، وذلك بسحب اعتراف هيدالة بالبوليساريو، شجة العار التي ستلاحق هذا الأخير دنيويا وأخرويا، إرثا وزوراً وبهتاناً للرؤساء الموريتانيين من بعده، والذي تركوه بدون تفعيل حتى اليوم”.

واختتم ابريكة، الذي سبق له أن اعتقل داخل سجون جبهة البوليساريو الانفصالية بسبب معارضته الشديد لها، بأن الرئيس الموريتاني، “سينتصر لوطنه أولاً ولأبنائه الذين أبادت قيادة جبهة البوليساريو، ظلماً وعدوانا، كما أنه سيعيد التاريخ إلى مساره الصحيح”، على حدّ تعبيره.

الاخبار العاجلة