الدعم التربوي: آلية للقضاء على الهدر المدرسي ورافعة لإرساء مدرسة الإنصاف

24 مايو 2018آخر تحديث : الثلاثاء 16 مارس 2021 - 1:27 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
الدعم التربوي: آلية للقضاء على الهدر المدرسي ورافعة لإرساء مدرسة الإنصاف

بقلم: ذ محمد بادرة *

على الرغم من المجهودات التي بدلتها الدولة لتطوير المنظومة التربوية وتفعيل مختلف مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين المتعلقة بتعميم التمدرس والنهوض بالجوانب البيداغوجية والتدبير ية , لم يستطع التعليم التخلص من الاختلالات البنيوية والوظيفية المتعددة التي اعترت نسقه العام نظرا لتفاقم المشاكل التدبير ية والتربوية والتقنية وعدم معالجتها ضمن تصور استراتيجي شمولي ومندمج .
(الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – 2016-) ومن صور هذا الاختلال الذي ما يزال يؤزم منظومتنا التربوية حسب الرؤية الحزبية الواردة في الوثيقة أعلاه , وكذا حسب الدراسات والبحوث التربوية المنجزة من طرف مؤسسات وطنية ودولية:  أ- تزايد أعداد المنقطعين عن مواصلة الدراسة حيث لا يلتحق من مجموع 100 تلميذ يتمدرسون بالسنة الأولى في السلك الابتدائي سوى 13 تلميذا بأقسام البكالوريا , مع ارتفاع نسبة الأمية ومحدودية التعليم الأولي وهو ما يشكل معضلة حقيقية واختلالا جوهريا في منظومة التربية والتكوين.  ب – ارتفاع كلفة التمويل العمومي أمام انخفاض المر دودية الداخلية والخارجية للمؤسسات التربوية , فحسب المعطيات الصادرة عن المجلس الأعلى للتعليم سابقا أن الفشل الذي يلازم المؤسسة المدرسية المغربية يكلف سنويا 09 ملايير درهم عن الهذر المدرسي و 06 ملايير درهم عن الرسوب في السنوات الدراسية.  ج- غياب البعد الاستراتيجي الموحد في إصلاح منظومة التربية والتكوين واعتماد مخططات إصلاحية ظرفية متنافرة أحيانا وغير ناجعة أحيانا أخرى وهي مخططات لا تقوم على أساس نظريات فلسفية تربوية ملائمة ومتماسكة ولا على أي رؤية إستراتيجية شمولية بعيدة المدى.  د- عدم نجاعة المبادرات الإصلاحية الحكومية (البرنامج ألاستعجالي – مثلا-) نتيجة الفشل في اجراتها , وتنفيذها على ارض الواقع كما أقرت ذالك مختلف التقارير الوطنية والدولية الشيء الذي انعكس سلبا على الممارسة التربوية سواء تعلق الأمر بالتعلمات أو كفايات المتعلمين.  ه- الفشل في إرساء تعليم يضمن جودة مكتسبات التلاميذ لتمكينهم من مواجهة متطلبات عالم الشغل , وبناء مجتمع العلم والمعرفة.  و- انعدام التوجه الجهوي الحقيقي في منهجية الإصلاح التربوي وتدبير منظومة التربية والتكوين حيث تفتقد السياسة التعليمية للآليات الفعلية المؤسسة على تدعيم اللامركزية بما يسمح للإدارة الجهوية بوضع مشاريعها المحلية الخاصة.  ز- عدم ايلاء العناية اللازمة بالموارد البشرية نتيجة إهمال سياسة التكوين المستمر وغياب المخططات التأهيلية للأطر التربوية والإدارية بهدف الرفع من مستواها المعرفي و المهاراتي.  ح – عدم توفر معايير الجودة في البرامج والمناهج والمضامين الدراسية. ولمعالجة هذه الاختلالات يجب وضع إستراتيجية تشاركيه شاملة وناجعة على أساس بلورة رؤية سياسية تعليمية جديدة مع إرادة سياسية حكومية صادقة في تدبير ومقاربة قضايا التربية والتكوين .
ومن جملة الإجراءات العلاجية المستعجلة صياغة و تنفيذ برامج كبرى للدعم التربوي والاجتماعي تستهدف التصدي لمختلف مظاهر الهذر المدرسي والانقطاع عن الدراسة من خلال توفير الوسائل الإمكانيات الكفيلة بالاستجابة لحاجات الفئات الهشة , مع جعل الدعم التربوي وسيلة لتحسين المر دودية التعليمية والارتقاء به إلى أن يصبح ثقافة تتجدر في العملية التربوية ومكونا مندمجا في العملية التعليمية – التعلمية واقتراحه كعلاج بيداغوجي لمعالجة كل حالات التعثر الدراسي لدى المتعلمين. مفهوم الدعم التربوي يدخل” الدعم ” كمفهوم تربوي,ضمن بيداغوجيا خاصة يصطلح عليها بيداغوجيا الدعم ,ومن التحديدات الاصطلاحية التربوية لهذا المفهوم يمكننا أن نختصر ذلك في التعريف التالي: – انه عبارة عن (إجراءات بيداغوجية و ديداكتيكية ذات وظيفة تصحيحية لما يعرض للمتعلم من تعثرات في مسيرته التعليمية – التعلمية لسبب من الأسباب وذالك لنقله من حالة اللا تواصل إلى حالة التواصل وجعل النتائج مطابقة للأهداف ) كما انه عبارة عن (تدخل الذات في الأخر من اجل مده بما يوطد هذا الآخر ذاته معرفيا أو نفسيا أو اجتماعيا أو ماديا , ويختلف الدعم وطرقه وأهدافه باختلاف الذات الداعمة والموضوع المستهدف من الدعم.) ومن التعريفات الأخرى التي روجتها الكتابات التربوية , هو أن الدعم: أ- مجموعة من الوسائل والتقنيات التربوية يمكن إتباعها داخل الفصل أو خارجه لتلافي ما قد يتعرض له التلميذ من صعوبات. ب- مجموعة من الأنشطة والإجراءات والتقنيات التربوية التي تعمل على تصحيح تعثرات العملية التعليمية التعلمية لتدارك النقص الحاصل في العمليتين وتقليص الفارق بين الأهداف والنتائج. ج- مجموعة إجراءات و تكيفات واستراتيجيات تهدف إلى تصحيح ثغرات التعليم والتعلم. د- مجموعة من الطرائق والأدوات والتقنيات الخاصة التي تنتهج داخل الفصل الدراسي عبر الوحدات والمواد أو خارجه في شكل أنشطة تكميلية تصحيحية وبناء على هذه التعريفات نلاحظ وجود اختلافات في المفهوم والتصور حيث هناك تداخل بين مقاربات بيداغوجية متنوعة , لكل واحدة منها تصور خاص عن عملية الدعم ومن هذه المقاربات: 1- الدعم القائم على بيداغوجيا التعويض (وتفيد في تعويض النقص الحاصل لدى التلاميذ الضعاف) 2- الدعم القائم على بيداغوجيا التصحيح ( ويعني التقليص بين الأهداف المعلنة والنتائج المحققة) 3- الدعم القائم على بيداغوجيا العلاج,أو(بيداغوجيا علاجية) وتعتني بالمتعلمين المعوقين أو المتخلفين عقليا. 4- الدعم القائم على بيداغوجيا التحكم وهي التي تتبع مسار التلميذ وتوجهه نحو تحقيق الأهداف المتوخاة. وفي التوجيهات الرسمية يعني الدعم (مجموعة من الوسائل والتقنيات التربوية التي يمكن إتباعها داخل الفصل أو خارجه لتلافي ما قد يعترض تعلم التلاميذ من صعوبات –”تأخر”-“عدم فهم”-تعثر”..وهي تحول دون إبراز القدرات الحقيقية للتلاميذ ), كما أن نفس التوجيهات الرسمية اعتبرت الدعم (مكونا من مكونات عمليات التعليم والتعلم , يشغل في سياق المناهج الدراسية وظيفة تشخيص وضبط وتصحيح وترشيد تلك العمليات من اجل تقليص الفارق بين مستوى تعلم التلاميذ الفعلي و الأهداف المنشودة على مستوى بعيد آو قريب ). أنماط الدعم التربوي المذكرة الوزارية رقم 138 أعطت صيغا عديدة في تنظيم عملية الدعم وحصرت أشكالا عديدة منها: 1- الدعم المندمج :المواكب لعملية التدريس , وهو الذي يمكن أن ينجزه المدرس مع تلاميذه أثناء انجاز دروسه ويتم في إطار أنشطة الفصل الدراسي ,ويمكن أن يتخذ ثلاثة أنماط وهي: -الدعم الوقائي وهو الذي يقي المتعلم من التعثر قبل بدا عملية التعليم والتعلم -الدعم ألتتبعي الضابط والموجه لأنشطة المتعلم والمصحح لتعثراته .
-الدعم التعويضي المساعد على تجاوز التعثرات الملحوظة من خلال نتائج التعلم. 2-الدعم المؤسسي :الذي يتطلب توفير فضاء تربوي وثقافي داخل المؤسسة أي يتم خارج الفصل الدراسي وداخل المؤسسة في إطار أقسام خاصة تخصص له حصص بعينها بناء على تشخيصات موضوعية ووضعيات منفردة عن السير العادي للبرامج. 3-الدعم الخارجي ويتم خارج جدران المؤسسة التعليمية , مما يدعم انفتاحها على المحيط الخارجي , وهذا ما يمكن أن تساهم فيه جمعيات الآباء والجمعيات غير الحكومية. مسوغات اللجوء إلى أنشطة الدعم التربوي طرح مفهوم الدعم أو بيداغوجيا الدعم في المغرب بعد أن سلك النظام التربوي المغربي مسلك نظام التعليم الأساسي , بعد أن ازدادت وتيرة نسب الرسوب والتعثر والهذر المدرسي ,والفشل الدراسي وبالتالي جاءت بيداغوجيا الدعم تحت شعار (تعليم بدون نفايات ) فكان الدعم من بين المفاهيم التي سوقها التعليم الرسمي لاحتواء الخلل العام في المنظومة .و لقي ذلك دعما من البنك الدولي , فكان الاهتمام المتزايد بالدعم ناتجا عن طبيعة نظام التعليم الأساسي الهادف إلى تعميم التعليم و الزاميته لمدة تسع سنوات مع تسهيل وتقنين الارتقاء من مستوى إلى آخر , وحتى لا يكون السلك الأول من التعليم الأساسي ممرا فسيحا يمر عبره الجيد والرديء أحدثت استراتيجيات ديداكتيكية للحد من التعثر والهذر والتسرب والتكرار… ومنها مفهوم الدعم. وهكذا برز الاهتمام بموضوع الدعم منذ أكثر من أربعة عقود حاولت خلالها وزارة التربية الوطنية الحد من الاختلالات الناجمة عن ضعف المردود التعليمي أو تسرب المتمدرسين , وسعيا إلى تحسين أداء المتمدرسين المتعثرين والرفع من مردود يتهم مع تدعيم الجانب المهني لديهم تم الإعلان باعتماد بيداغوجيا الدعم , فأصدرت الوزارة الوصية مذكرة خاصة في هذا الشأن تحت رقم 138 بتاريخ 20/10/1997 تضمنت كل أشكال ومجالات الدعم التربوي لكن تفعيلها مازال منحصرا في حالات وفترات محدودة دون إلزامية تطبيقها أو تتبع تنزيلها حيث يتم اللجوء إلى الدعم في غالب الأحيان بشكل عشوائي تطبعه العفوية والتلقائية , وكان الوثيقة أنزلت لدر الرماد في العيون ليس إلا. وفي الملتقى التربوي الخاص بوضع المعالم الرئيسية لإستراتيجية الدعم التربوي الذي انعقد يومي 13و14 يوليوز 1998 توصلت الفعاليات التربوية التي شاركت في هذا الملتقى إلى رسم معالم أولى لإستراتيجية الدعم من بينها: -النظر إلى مسالة الدعم في إطار شمولي- نسقي يستحضر العوامل المختلفة المؤثرة في المنظومة ألتربوية وهو حلقة أساسية ضمن منظومة عامة وشاملة هي الفعل التعليمي Acte Pédagogique هذا الفعل الذي ينطلق من تخطيط وتحديد للأهداف ثم اختيار الوسائل والإجراءات وصولا إلى التقويم. -إدماج مسالة الدعم في كافة المناهج بل تأسيس بيداغوجيا الدعــــــــــــم P de soutien تنطلق من وضعيات يتم تخطيطها داخل المنهاج من اجل تدعيم التلاميذ الذين يفتقرون إلى مكتسبات ومؤهلات ومهارات تمكنهم من مسايرة البرنامج الدراسي بكيفية طبيعية مع مراعاة خصوصية كل مادة. كما وضعت فعاليات هذا الملتقى عناصر لإستراتيجية الدعم تمثلت في تحديد مفهومه وأهدافه وإجراءاته وذالك كما يلي:  -تحديد مفهوم الدعم في مبدأ أساسي وهو تقليص الفارق بين الأهداف المعلنة والمحددة والنتائج المحصلة.  -استهداف الدعم تجاوز الصعوبات وتعميق المكتسبات وتطوير المرد ودية.  -قيام إجراءات الدعم على تشخيص التعثرات وتعيين الفئات المستهدفة منه تم بناء خطة من حيث الأنشطة والموارد البشرية والمادية ومعاييره.  تكوين هياكل وبنيات تسهر على تنفيذ الدعم وتشرف عليه
واستتبعتها مذكرة وزارية تحت عدد 104/15بتاريخ 22اكتوبر2015 تدعو (لمعالجة إحدى الإشكاليات الرئيسية التي تعاني منها المنظومة التربوية والمرتبطة بانتقال عدد من التلاميذ من مستوى تعليمي لآخر ومن سلك تعليمي لآخر دون حصولهم على الحد الأدنى من التحكم في التعلمات الأساسية ) وتضع هذه المذكرة مجال التدخل التربوي السريع عبر عمليات الدعم التربوي وذالك انطلاقا من نتائج تشخيص التعلمات التي ستقوم بها المؤسسات تم تنظيم حصص الدعم وفق سيرورة تعليمية خاصة. وهكذا يظهر أن الوزارة الوصية تعي جيد أهمية بناء إستراتيجية للدعم التربوي لرصد مواطن الضعف لذي المتعلمين وتحديد أسبابها واقتراح الوسائل والطرائق المناسبة لذالك . وفي الوثيقة الإصلاحية الجديدة رسخت الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015/2030 القيمة الإلزامية لبرامج الدعم التربوي لأجل إرساء مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء , وذالك من خلال إدماج برامج الدعم التربوي للمتعثرين والمتعثرات في صلب المناهج والبرامج المقررة وضمن الزمن الدراسي داخل مختلف مؤسسات التربية والتكوين . ففي المادة السابعة أو الرافعة المعنونة باسم (إرساء مدرسة ذات جدوى وجاذبية )يؤكد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على ضرورة تعزيز وتعميم برامج الدعم التربوي والدعم المادي من اجل ضمان مواصلة التلاميذ المتعثرين لتمدرسهم وإرساء آليات للتتبع الصارم . كما دعا المجلس إلى التطوير والتعميم التدريجي لمراكز الدعم النفسي والاجتماعي وتزويدها بأطر متخصصة وكافية ودعم وتنويع الأنشطة الثقافية والرياضية والإبداعية وإحداث بنيات التاطير الكفيلة بتحقيق الاندماج السوسيو ثقافي للمتعلمين. اكراهات مرتبطة بالدعم يجمع كل الفاعلين التربويين على فشل النظام التربوي العام وفشل اختياراته و مشاريعه الإصلاحية ويشمل هذا الفشل: تزايد نسب التكرار والانقطاع – تمركز سلطة القرار بالإدارة المركزية – عدم إشراك المعنيين المباشرين بالتعليم في القرارات والتدابير – وجود مدرسين يفتقرون إلى الحافز ألمعنوي ومثقلون بالحصص الدراسية ويعملون في أقسام مكتظة – نقص في التجهيزات والأدوات التعليمية و التعلمية ونقص في التكوين المستمر – مقررات دراسية كثيفة وحصص دراسية طويلة تنهك التلميذ و الأستاذ ولا تناسب المراحل العمرية ويغلب عليها الطابع المعرفي الصارم. وكلها عوامل و اكراهات تحول دون تحقيق النتائج المتوخاة من الدعم بمختلف أنماطه ومن الاكراهات المرتبطة بالدعم المؤسسي:  تضخم المواد الدراسية وتراكمها سواء منها مواد التخصص أو المواد الثانوية مما يؤدي إلى إهدار للوقت وإرهاق للأستاذ والتلميذ معا، مع اضطرار الأساتذة للجوء إلى طريقة الإملاء والملخصات والمطبوعات وإتباع طريقة التلقين المباشر واللفظية الشفوية على حساب التحليل والفهم والتركيب أي الاعتماد على التحصيل الكمي على حساب التحصيل الكيفي , فيضطر التلميذ تحت ثقل المقرر الدراسي للجوء إلى الساعات الخصوصية – وهي مكلفة ماديا للأسر لكن الفئات المعوزة تبقى خارج التغطية التربوية وخارج الدعم التربوي والمادي والاجتماعي والنفسي وحتى الأطر التربوية المنهكة بالمقرر الدراسي بدل أن تنخرط في عمليات الدعم تجد نفسها منهمكة في إتمام المقرر الدراسي.

 إن شرط نجاح أي مشروع للدعم التربوي يعود إلى مدى انخراط المدرسين فيه وحماسهم له , ولن يتم ذلك إلا بواسطة إشراكهم عند التخطيط للمشروع وضمان تكوينهم ألمستمر عوض الاكتفاء بتنزيل المذكرات وربط الدعم بالفائضين الجدد من الأساتذة أو باستكمال الساعات الإلزامية في جداول الحصص دون ما تتبع ومراقبة من طرف المشرفين التربويين وغياب الأطر التربوية المتخصصة في برامج الدعم بمختلف أنماطه.

 الكثير من التلاميذ لا يواظبون على حضور أنشطة الدعم لكثافة المقرر الدراسي وطوله و تضخمه، كما أن الحصص الزمنية الأسبوعية تنهك التلميذ لدرجة انه لا يقدر على المواظبة إلى نهاية الأسبوع الأخير من الموسم الدراسي بسبب اعتكافه واستعداده للامتحانات، فينقطع عن عالم المؤسسة ويعتكف للاستظهار والحفظ أو يرتاد المراكز الخاصة بالدعم المؤدى عنه.

 سوء فهم بيداغوجيا الدعم من طرف الأطر التربوية والإدارية، وذلك لوجود نقص في التكوين الأساسي في هذا المجال مع غياب تكوين مستمر للتدريب على المقاربات التربوية الخاصة بالدعم.

 عدم توفر الوسائل والمعدات البيداغوجية البديلة , وعدم تنويع أساليب الدعم من قبيل التكنولوجيات الحديثة أو إدماج أساليب التعليم عن بعد أو اعتماد بيداغوجيا متمركزة حول المتعلم : كتقنيات التنشيط وديناميات الجماعات , وقد تكون طريقة J Dewey (جون ديوي ) في دعم المتعثرين , طريقة مثلى خصوصا في حل المشكلات التربوية ذلك أن التعثر مشكلة دراسية عامة تواجه المتعلم بالدرجة الأولى وعليه أن يجد حلولا لمشكلته وفق خطوات حددها ديوي (تقديم المشكلة – استدخال المشكلة – التفكيك – البحث – التطبيق – الحل …..) اقتراحات لانجاح عملية الدعم التربوي لتجاوز بعض الاختلالات المصاحبة للدعم التربوي والمعيقات التي تحول دون تنفيذ عملياته وإنجاحها نقترح:

 إعادة النظر في الإيقاعات الزمنية وتدبير الزمن المدرسي , والتخفيف من كثافة البرامج ومن طولها وتضخمها وإدماج أنشطة الحياة المدرسية وحصص الدعم التربوي في صلب المنهاج التعليمي والبرامج البيداغوجية والتكوينية.

 توثيق العلاقة مع الأسر باعتبارها المصدر الأقرب لمعرفة حياة المتعلمين خارج المؤسسة التعليمية وأثرها على مواظبتهم بالحضور في حصص الدعم وانخراطهم الايجابي في هذه العملية , مع تحسيس الأسر بدورها في تكميل عمل المدرسة والمدرس والارتقاء بالعلاقة التربوية داخلها.

 إرساء بنيات وطنية وجهوية للبحث والابتكار البيداغوجي في المناهج والبرامج والتكوينات الخاصة ببيداغوجيا الدعم مع تفعيل هذه الإستراتيجية لأجل تطوير سياسة الابتكار في هذا المجال.  تمكين المدرسين من عدة بيداغوجية وتكنولوجيات تربوية موجهة للتلاميذ المتعثرين لتسعفهم على الفهم وتخرجهم من ضائقة الوسائط والوسائل التعليمية التقليدية , كما أن على هذه الوسائل المستخدمة في الدعم أن تكون ملائمة مع أشكال تعثرات التلاميذ ومستوياتهم.

 إدماج الحصص المخصصة للدعم ضمن الهيكل العام للتوزيع الدوري للمقرر حتى لا يحشر في نهاية الحصص أو نهاية الدورة, أو نهاية الموسم , تجنبا لإرهاق المربي والتلميذ.

 تكليف أساتذة مختصين بالدعم على مدار السنة الدراسية و تنظيم دورات تكوينية في مجال بيداغوجيا الدعم للرفع من قدراتهم في هذا المجال وتحسين إجراءاته التطبيقية، مع تركيز حصص الدعم على القدرات والمهارات المرتبطة بالشعب المستهدفة.

 تزويد خزانات المؤسسة التعليمية بالكتب المرجعية والدلائل البيداغوجية في الدعم التربوي، لكي تكون رهن إشارة الأساتذة والأطر الإدارية وذلك لكي يكونوا في وعي تام بالأسس النظرية والبيداغوجية لأنشطة الدعم وبإجراءاته العملية.

 جعل عمليات الدعم مواكبة لتنفيذ الدروس ومندمجة معها منذ بداية السنة الدراسية حتى نهايتها , حتى يكون الدعم أكثر نجاعة وفعالية إذ يمكن للمتعلم أن يتجاوز المعيقات قبل استفحالها.

إن من شان هذه الإجراءات وغيرها أن تساعد في إرساء مدرسة ذات جاذبية, ومفعمة بالحياة تضمن المواظبة على الدراسة وتيسر المتابعة السلسة لمسارها، وتوفر شروط التفتح والإقبال على التعلم, وتضع حدا لكل أشكال الانقطاع والهذر المدرسي.

* مدير ثانوية بالدشيرة الجهادية

الاخبار العاجلة